هل تعلم مثلاً أن صورة عن السعودية بثتها وكالة رويترز نهاية أغسطس الماضي وفيها منظر البرد والثلج يكسو قمم السودة قد احتلت المركز الحادي والأربعين لأكثر الصور تداولاً في أوروبا، وهل تعلم أن صدمة الصورة كانت حديث أشهر برامج – السادسة – على قناة (ABC) والمذيع يطرح السؤال: هل تصدقون: ثلج في صيف السعودية!
نحن بأنفسنا جزء من الصورة النمطية المشوهة عن بلدنا ونحن سبب في انتشار هذه الانطباعات النمطية. وبنفسي حاولت الصيف الماضي أن أجد من يتبنى رعاية مشروع طموح لبضعة من الشباب التقني تهدف إلى بناء مشروع إلكتروني جبار لتغيير وتبديل – المحتوى – التلقائي الذي يظهر تلقائياً عندما تطلب (Saudi Arabia) على محركات البحث أو مكامن المعلومات مثل (wiki pedia). قلت لهم في النهاية: اثقبوا الجدار بأصابعكم لأنه أسهل من أن يصل صوتكم لأُذن.
أتعرفون ما هي القصص التلقائية التي تظهر في أول التسلسل عندما تطلب على محرك البحث مفردتي (السعودية والمرأة)؟ خذوا: سعودية تبحث عن زوج. سعودية تغتصب طفلاً. سعودية مع خويها. سعودية سكرانة. وعذراً فالباقي أصعب من أن يكتب، وأسفي أن كتابة ذات المفردتين باللغة الإنجليزية يعطي نتائج مريبة لا تعكس على الإطلاق واقع هذا المجتمع ديناً وشرفاً والتزاماً ومحافظة.
وعندما تطلب " السعودية " وحدها ستصدمك العناوين والصور التي ترسم صورة شاذة ولكم أن تعلموا أن القصة النادرة التي هب لها كل المجتمع السعودي تأتي في المرتبة الخامسة عن التكرار السعودي. ولا يخذلنا شيء مثل الجملة النمطية التي نرددها عندما نواجه هذا التشويه: لسنا في حاجة لأن نثبت للآخر وللقوم صورتنا الجميلة ولا تهمنا أبداً صورتنا المشوهة لديهم بالعمد. وبعد أن تنتهي من تصفح المحتوى السعودي، اضغط على (إسرائيل) بستة أحرف. خذ دبي وقطر للمقارنة وستذهل حين تكتشف هذا التباين الهائل في المحتوى والصورة. نحن ألف صورة جميلة تشوهها عشر صور في المقدمة. الفارق أن خطوة التصحيح بسيطة ولكن أحداً لم يستمع.
علي سعد الموسى